Friday, October 24, 2008

mardi 30 septembre 2008 à 10:43

بسم الله الرحمن الرحيم

الغاية من خلق الإنسان

على كل إنسان أن يسأل نفسه مرة فرضا ومرات بعدها نفلا ثلاث أسئلة أساسية حتى يصحح عقيدته وهدفه في هذه الدنيا. و الأسئلة الثلاثة هي:

_ من أنا؟ أ و من خلقني؟

_ إلى أين أذهب بعد الموت؟

_ و لماذا خلقت؟

أما السؤال الأول: من أنا ؟ أو من أين جئت ؟ أو من خلقني؟ فالذين في قلوبهم مرض من الماديين الذي لا يومنون إلا بما تقع عليه حواسهم فيقولون أنهم وجدوا صدفة في هذه الحياة بدون خالق .

أما المؤمنين الذين يستجيبون لنداء الفطرة السليمة فيعلمون أن لهذا الكون ربا عظيما، تتجه قلوبهم إليه بالتعظيم والرجاء والخوف والتوكل والاستعانة، وهذا هو الدين الذي قال عنه تعالى: ( فأقم وجهك للذين حنيفا، فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) (سورة الروم الآية:30.)

و من هنا يعلم المؤمن أن الله هو خالقه (و لقد خلقنا الإنسان و نعلم ما توسوس به نفسه و نحن أقرب إليه من حبل الوريد )( ق:16) خلقه من تراب: (خلق الإنسان من صلصال كالفخار) ( الرحمن 14) وفضله على الملائكة إذ علمه ما لم يعلم ( و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال إني أعلم ما لا تعلمون، و علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون )(البقرة من 30إلى32).

إلى أين أذهب بعد الموت ؟

_ الماديون يجيبون عن هذا السؤال بجواب يهبط بالإنسان إلا مرتبة الحيوانات، فيقولون أن الإنسان بعد موته يصبح ترابا و كفى، وعليه فلا حاجة للاستعداد لما بعد الموت ( بل قالوا مثل ما قال الأولون، قالوا أئذا متنا وكنا ترابا و عظاما إنا لمبعوثون. لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل، إن هذا إلا أساطير الأولين ) (المومنون من 81إلى 83.)

(ق. والقرآن المجيد، بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب، أئذا متنا و كنا ترابا ذلك رجع بعيد) (ق من 1 إلى 3)

أما المؤمنون، فيعلمون إلى أين المسير. يعلمون أن بعد الموت حياة أبدية، جنة أو نار ( وجاءت سكرة الموت بالحق، ذلك ما كنت منه تحيد، ونفخ في الصور، ذلك يوم الوعيد، و جاءت كل نفس معها سائق و شهيد، لقد كنت في غفلة من هذا فبصرك اليوم حديد ) (ق 20إلى22)

(يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج، إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير)ق42 و 43.

و يستعيذ المؤمن من هول يوم القيامة وما بعد الموت فيقول: (ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته و ما للظالمين من أنصار)( آل عمران 191) (أم حسب الذين اجترموا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا و عملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون، و خلق الله السماوات و الأرض بالحق و لتجزى كل نفس بما كسبت و هم لا يظلمون) الجاثية 21 و 22.

( وما خلقنا السماوات و الأرض وما بينهما لاعبين. ما خلقناهم إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون، إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين) الدخان من 38 إلى 40.

لماذا خلق الإنسان ؟

بعد أن يعرف الإنسان أن الله هو خالقه، وأن مصيره إلى الجنة أو النار يتساءل عن دوره في هذه الحياة وسبب إيجاده و عن العمل الذي ينجيه من عذاب النار.

أسئلة مشروعة لابد أن يجد كل إنسان الأجوبة عنها ليعمل بها، فلماذا خلق الإنسان ؟

يقول الله تعالى: ( و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، وما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذوا القوة المتين) الذاريات 56 إلى 58.

و في بعض الآثار القدسية:"عبادي ما خلقتكم لأستأنس بكم من و حشة و لا لأستكثر بكم من قلة، ولا لأستعين بكم من وحدة على أمر عجزت عنه، و لا لجلب منفعة ولا لدفع مضرة، وإنما خلقتكم لتعبدوني طويلا و تذكروني كثيرا و تسبحوني بكرة و أصيلا ".

وما هو العمل الذي ينجيه من عذاب النار ؟

إن العمل الذي ينجي الإنسان من عذاب النار هو عبادة الله عز وجل قال تعالى: ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين، و أن اعبدوني هذا صراط مستقيم ) يس 20 و21.

و هذا هو سبب بعث النبيئين و المرسلين، هو تذكير الناس بأن الله هو خالقهم وهو المستحق للعبادة وحده لا شريك له ( يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره ) الأعراف 59.

و بهذا دعا قومَه نوح وهود، وصالح و إبراهيم و لوط وشعيب و كل رسول بعث إلى قوم مكذبين ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن أعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت ) النحل 36. ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) الأنبياء 91. ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) الأنبياء: 25.

على من نزل الأمر بالعبادة ؟

ألَّهَ المسيحيون، عيسى عليه السلام. إلا أنه لم يغتر بقولهم وعلم أنه عبد لله قال تعالى: ( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله و لا الملائكة المقربون، ومن يستنكف عن عبادته و يستكبر فسيحشرهم إليه جميعا، فأما الذين آمنوا و عملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم و يزيدهم من فضله و أما الذين استنكفوا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون من دون الله وليا ولا نصيرا.) النساء 182 و 183.

و يبرئ المسيح نفسه يوم القيامة من تهمة تأليه، فيجيب في أدب العبودية متبرئا مما صنعوا: ( وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني و أمي إلهين من دون الله ؟ قال: سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ، إن كنت قلته فقد علمته ، تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك . إنك أنت علام الغيوب. ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي و ربكم، وكنت عليهم شهيدا، مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم و أنت على كل شيء شهيد) المائدة 116 و117.

و قد أمر الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وهو خير الأنبياء و المرسلين و خير خلق الله أجمعين أمره بقوله تعالى: ( و اعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) الحجر الآية الأخيرة.

و اليقين هو الموت. أي يا محمد اعبد ربك حتى الموت. و هكذا لِزمَته العبادة حتى يلحق بربه، و بهذا عمل صلى الله عليه وسلم حتى في مرض موته، حيث كان خير عابد حتى قبض صلى الله عليه وسلم.

و إذا كان خير الخلق أجمعين مأمور بالعبادة حتى الموت فماذا علينا نحن أن نفعل ؟ لا يسعنا أيها الإخوة الكرام إلا أن نجتهد في عبادة الله عز وجل عسى أن نكون من الناجين يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

فاللهم أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك.
Ajouter un commentaire sur Facebook

No comments: