Friday, October 24, 2008

dimanche 5 octobre 2008 à 09:46

﴿ ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين (سبأ20)


1 ـ إبليس عدو المؤمنين اللدود :
عدوك الّلدود وهو إبليس ، أنت إما أن تخيِّب ظنه وإما أن تصدق ظنه ، فإذا أطعت الله عزَّ وجل ، واستقمت على أمره ، وأنفقت مالك في سبيله فقد خيَّبت ظن إبليس ، والمؤمن دائماً يخيِّب ظن إبليس ، أما حينما ينساق الإنسان مع شهواته ، وحينما يغويه الشيطان ، وحينما يستسلم له ، وحينما يأكل أموال الناس بالباطل ، وحينما يعتدي على أعراض الآخرين ، وحينما يستعلي ، لقد صدق عليه إبليس ظنه .

2 ـ احذرْ أن يصدق عليك إبليس ظنه

فاحذر أيها الأخ الكريم أن يصدق عليك إبليس ظنه ، خيِّب ظن إبليس بطاعة الله عزَّ وجل ، اجعله يخسأ ، اجعله يخزى ، إذا استفزك إنسان ، إما أن تغضب وتثور ، وإما أن تكون حليماً ، إذا غضبت صدقت ظن إبليس ، فإذا كنت حليماً خيبت ظنه ، دعيت إلى عملٍ طيب ، إما أن تصدق ظن إبليس فتبخل ، وإما أن تخيب ظنه فتعطي ، أنت دائماً بين المَوقفين ، قوم سبأ :
﴿ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ ﴾
ظن بهم المعصية فعصوا ربهم ، ظن بهم الفجور ففجروا ، ظن بهم الكفر فكفروا ، ظن بهم الكبر فاستكبروا ..
﴿ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ ﴾
مرةً ثانية : هؤلاء الذين تحدَّث الله عنهم ، ماتوا منذ آلاف السنين ، ماتوا وأصبحوا أحاديث ، وانطفأ ذكرهم ، وانقضى أجلهم ، وخُتِمَ عملهم ، وهم يلقون مصيرهم ، نحن دائماً المعنيون في كل هذه القصص، يجب أن نستنبط منها ، حقائق ، أنك إذا عصيت الله عزَّ وجل كأنك تطالبه أن يدمرك .

﴿ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

3 ـ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ

هؤلاء المؤمنون خيَّبوا ظن إبليس ، يا الله .

﴿ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ ﴾
الشيطان دعاك وأنت استجبت :

الإنسان إذا عصى الله ولعن إبليس فقد أخطأ
كنت أضرب مثلاً ، وذكرته كثيراً : إنسان يرتدي ثياباً جميلة جداً بيضاء في الصيف ، متعطر متأنِّق ، فرأى حفرةً كلها مياهٌ آسنة سوداء ، فنزل فيها ، وجاء للمخفر يدّعي على رجل ، قال له : فلان هو السبب ، فجاء المحقق قال له : هو دفعك إلى هذه الحفرة ؟ قال : لا والله ما دفعني ، قال : أمسكك ورماك فيها ؟ قال: لا والله ، قال : شهر عليك السلاح قال : لا والله ، ولكنه قال لي : انزل فنزلت ، أليس هذا مجنوناً ؟ هكذا يفعل إبليس ، لا يملك إلا أن يوسوس فقط ، فمن استجاب له فقد ضل سواء السبيل .

لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي

No comments: